تمكنت شركة العوجان الصناعية، على مدى ١٠٦ أعوام مضت على تأسيسها، من احتلال مكانة مميزة في قلوب وعقول العائلات في مختلف رحاب الشرق الأوسط. وبالرغم من أن عائلة العوجان تتحدر من أصول سعودية، إلا أن مسيرتها قد بدأت في مملكة البحرين، حيث تم إطلاق شركة عبدالله العوجان وإخوانه في هذه الدولة الخليجية في العام ١٩٠٥ كشركة عائلية مارست نشاطاتها في تجارة التبغ والأرز والمشروبات وغيرها من البضائع. وقد تمكنت الشركة في عام ١٩٢٨ من الحصول على الحقوق الحصرية على مستوى الشرق الأوسط لاستيراد وتوزيع شراب "فيمتو"، وهو شراب بنكهة الفاكهة المنعشة يتمتع بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة حيث تم إطلاقه في العام ١٩٠٨. وشكل حصول عبدالله العوجان وإخوانه على حقوق الاستيراد بداية تطور الشركة لتصبح شركة العوجان الصناعية التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها، الأمر الذي أدى بدوره إلى بروزها كإحدى أبرز شركات المشروبات على الساحة الدولية. وبحلول العام ١٩٧٠، كانت العوجان الصناعية قد تمكنت من تعزيز مكانتها في سوق المملكة العربية السعودية وعموم دول مجلس التعاون الخليجي، مواصلة مسيرتها في مجال الابتكار، لتطلق في العام ١٩٧٣ شراب "فيمتو" الغازي، الذي يعتبر أول مشروب غازي بنكهة الفاكهة. وقد رأت شركة العوجان الصناعية الفرصة سانحة أمامها في الثمانينيات من القرن العشرين لتطوير بنيتها التحتية الخاصة للتوزيع المباشر، وذلك ضمن إطار برنامج استراتيجي أعقبته مباشرة بمبادرة بناء منشاة خاصة للتصنيع في الدمام. وقادت هذه المبادرات المتتابعة إلى إطلاق علامة "راني" التجارية التي تعد أولى العلامات التجارية التابعة للشركة التي تم تطويرها محلياً، وقد تم في العام ١٩٨٢ إطلاق عصير "راني" بلب البرتقال في السوق التي كانت متعطشة لعصير من هذا النوع. ومع انطلاقة العلامة التجارية، تم تقديم العديد من النكهات الجديدة، فتجاوزت مبيعات "راني" بحلول العام ١٩٩٩ عتبة الـ١٠ ملايين صندوق. وفي أوائل الثمانينات من القرن الماضي، قامت الشركة بتقديم مشروب الشعير المعروف "باربيكان". ونال "باربيكان" آراءً إيجابية وحصد استحسان العملاء، فأصبح يمثّل مشروب المستقبل ضمن سوق منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وفي أوساط الشباب الخليجي. وسرعان ما أصبح "باربيكان" المشروب المفضّل والخيار الأول لدى الجيل الشاب، وأخذت الشركة من خلاله تعتمد التوجهات الجديدة في السوق الإقليمية وتتبنى الصورة التسويقية السائدة والعادات الاستهلاكية في المنطقة. وقد اتخذت "العوجان الصناعية" خطوة هامة باتجاه تعزيز قدرتها الإنتاجية بقيامها بافتتاح منشأتها الإنتاجية في دبي في العام ٢٠٠٥، الأمر الذي أعقبته الشركة بافتتاح منشأة تصنيع وملء العلب المعدنية في إيران عام ٢٠٠٩. وقد أتاحت استثمارات "عوجان الصناعية" في افتتاح المنشآت التي ترفع من قدرتها الإنتاجية في السوق للشركة إمكانية تحقيق مبيعات تجاوزت ١٠٠ مليون صندوق في العام ٢٠١١، لتحقق بذلك إنجازاً مرحلياً جديداً تضمه إلى التاريخ المتميز لعملياتها.